يعتبر المسجد الأقصى المبارك من أكثر المعالم قدسية عند المسلمين ، فهو أولى القبلتين وثالث الحرمين ، يقع المسجد الأقصى داخل البلدة القديمة لمدينة القدس المحتلة. وهو اسم لكل ما دار حول السور الواقع في أقصى الزاوية الجنوبية الشرقية من المدينة القديمة المسورة. ويعد كل من مسجد قبة الصخرة والجامع القبلي من أشهر معالم حرم المسجد الأقصى المبارك.
وقد خلد القرآن الكريم هذا المسجد بقوله تعالى:﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ (سورة الإسراء-1)، وهو أحد المساجد الثلاثة التي تشد الرحال إليها، كما قال رسول الله محمد – صلى الله عليه وسلم: “لا تشدُّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام، ومسجدي هذا (المسجد النبوي)، والمسجد الأقصى”،(البخاري 1189 ومسلم 1397 واللفظ للبخاري).
وصف المسجد الأقصى:المسجد الأقصى هو المنطقة المحاطة بالسور المستطيل الواقعة جنوب شرق مدينة القدس المسورة والتي تعرف بالبلدة القديمة. وتبلغ مساحة المسجد قرابة الـ 144 وربع الدونم يشمل قبة الصخرة والمسجد الأقصى ، وعدة معالم أخرى يصل عددها إلى 200 معلم. ويقع المسجد الأقصى فوق هضبة صغيرة تسمى هضبة موريا، وتعتبر الصخرة هي أعلى نقطة في المسجد، وتقع في موقع القلب بالنسبة للمسجد الأقصى المبارك.
قياسات المسجد:من الجنوب281م ومن الشمال 310م، ومن الشرق 462م ومن الغرب 491م، وتشكل هذه المساحة سدس مساحة البلدة القديمة، وللمسجد الأقصى خمسة عشر باباً منها ما تم إغلاقه بعد أن حرر صلاح الدين الأيوبي القدس، وقد قيل عددها أربع وقيل خمسة أبواب منها: باب الرحمة من الشرق، وباب المنفرد والمزدوج والثلاثي الواقعة في الجنوب. وأما الأبواب التي ما زالت مفتوحة فهي عشرة أبواب منها: باب المغاربة (باب النبي)، باب السلسلة، باب المتوضأ (باب المطهرة)، وغيرها. وللمسجد الأقصى أربعة مآذن هي مئذنة باب المغاربة، مئذنة باب السلسلة، مئذنة باب الغوانمة، ومئذنة باب الأسباط.
التسمية:
المسجد الأقصى هو الاسم الإسلامي الذي سماه الله لهذا المكان في القرآن حيث قال: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ”.
ومعنى الاسم الأقصى أي الأبعد، والمقصود المسجد الأبعد مقارنة بين مساجد الإسلام الثلاثة، أي أنه بعيد عن مكة والمدينة على الأرجح، وقد كان المسجد الأقصى يعرف بـ “بيت المقدس” قبل نزول التسمية القرآنية له، وقد ورد ذلك في أحاديث النبي حيث قال في الحديث الذي رواه الإمام أحمد بن حنبل في حديث الإسراء: عن أنس بن مالك في مسند أحمد :
(أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ، فَرَكِبْتُهُ فَسَارَ بِي حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَرَبَطْتُ الدَّابَّةَ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ فِيهَا الْأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ دَخَلْتُ فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ خَرَجْتُ فَجَاءَنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ قَالَ جِبْرِيلُ: أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ).
أهم معالم المسجد الأقصى:يتكون المسجد الأقصى من عدة أبنية، ويحتوي على عدة معالم يصل عددها إلى 200 معلم منها: مساجد وقباب وأروقة ومحاريب ومنابر ومآذن وآبار وغيرها من المعالم.
المساجد:الجامع القِبلي:وهو الجزء الجنوبي من المسجد الأقصى المواجه للقبلة، ولذلك سمي بالجامع القبلي، وهو المبنى ذو القبة الرصاصية. ويعتبر هذا الجامع هو المصلى الرئيسي للرجال في المسجد الأقصى، وهو موضع صلاة الإمام. بني هذا المسجد في المكان الذي صلى فيه الخليفة عمر بن الخطاب عند الفتح الإسلامي للقدس عام 15هـ، وقد بدأ بناء هذا المسجد الخليفة عبد الملك بن مروان، وأتم بناءه ابنه الوليد بن عبد الملك.
المصلى المرواني:ويقع تحت ساحات المسجد الأقصى المبارك الجنوبية الشرقية، ويتحد حائطاه الجنوبي والشرقي مع حائطي المسجد الأقصى المبارك، عرف هذا الجزء من المسجد الأقصى المبارك قديما بالتسوية الشرقية، إذ بناه الأمويون أصلا كتسوية معمارية لهضبة بيت المقدس الأصلية المنحدرة جهة الجنوب حتى يتسنى البناء فوق قسمها الجنوبي الأقرب إلى القبلة على أرضية مستوية وأساسات متينة ترتفع لمستوى القسم الشمالي. ويرجح أن يكون قد بنى قبل الجامع القِبْلي، لهذا السبب، وأنه استخدم للصلاة ريثما يتم بناء هذا الجامع. ويضم المصلى 16 رواقاً حجرياً قائماً على دعامات حجرية قوية، ويمتد على مساحة تبلغ نحو أربعة دونمات ونصف، ويمكن الوصول إليه من خلال سلم حجري يقع شمال شرق الجامع القِبْلي، أو من خلال بواباته الشمالية الضخمة المتعامدة على السور الشرقي للمسجد الأقصى المبارك. خلال فترة الاحتلال الصليبي للقدس، حوله المحتلون إلى إسطبل لخيولهم، ومخزنٍ للذخيرة، وأسموه “اسطبلات سليمان”، وبعد تحرير بيت المقدس، أعاد صلاح الدين الأيوبي تطهيره وإغلاقه، وظل المصلى المرواني مغلقا لسنوات طويلة.
المسجد الأقصى القديم:
يقع الأقصى القديم تحت الجامع القبلي، وقد بناه الأمويون ليكون مدخلاً ملكياً إلى المسجد الأقصى من القصور الأموية التي تقع خارج حدود الأقصى من الجهة الجنوبية.
مسجد البراق:يقع بمحاذاة حائط البراق، في شرقه، أي داخل ساحات المسجد الأقصى المبارك، دعي بهذا، نسبة الى المكان الذي ربط فيه محمد صلى الله عليه وسلم البراق، وذلك في الحائط المجاور، وينزل إليه بدرجات من الرواق الغربي إذ أن مكان المسجد تحت ساحات المسجد، وهو مفتوح لصلوات الجمع والأعياد، كان للمسجد باب من خارج السور في منطقة ساحة البراق.
مسجد المغاربة:وهو بناء قديم جدا يقع في الرواق الغربي للمسجد الأقصى المبارك، إلى الجنوب من باب المغاربة، وله بابان: مغلق في جهته الشمالية، ومفتوح في جهته الشرقية المواجهة للجدار الغربي للجامع القبلي، قيل إن صلاح الدين الأيوبي (رضي الله عنه) بناه سنة 590هـ- 1193م, لصلاة المالكية. ويستعمل اليوم كقاعة عرض لأغراض المتحف الإسلامي ومقتنياته التي نقلت إليه من الرباط المنصوري، في سنة 1348هـ – 1929م. ويحوي المتحف آثارا كثيرة من العهود المختلفة للحكم الإسلامي لبيت المقدس، وبداخله ما تبقى من آثار منبر نور الدين زنكي بعد احتراقه على يد اليهود سنة 1969م.
مسجد النساء:يقع هذا المسجد في القسم الجنوبي من المسجد الأقصى المبارك، وهو مبنى كبير، واسع ومرتفع، مبناه في عشرة عقود باتجاه الغرب، وعرضه عقدان. والبناء ايوبي الأصل وليس لمدعاة الصليبيين فيه شيء. ومسجد النساء اليوم عبارة عن نصفين: الغربي مع المتحف الإسلامي، وفيه معروضات كبيرة وكثيرة، والشرقي تعددت وظائفه في التاريخ، واليوم عبارة عن مكتبة عامة، كما ويستخدم المكان كمدرسة لتحفيظ القران الكريم.